اخبار عالمية

من هو مروان البرغوثي القيادي الفلسطيني الذي رفضت إسرائيل الإفراج عنه؟

ترفض إسرائيل حتى الآن الإفراج عن القيادي الفلسطيني البارز مروان البرغوثي ضمن أي صفقة تبادل أسرى محتملة مع فصائل المقاومة في غزة، رغم تصاعد الدعوات الفلسطينية والعربية والدولية لإطلاق سراحه.

إسرائيل ترفض الإفراج عن مروان البرغوثي

وتؤكد الحكومة الإسرائيلية، وفق ما نقلته وسائل إعلام عبرية، أن الإفراج عنه قد يغيّر موازين القوى داخل الساحة الفلسطينية ويعيد تشكيل النظام السياسي بالكامل، في ظل شعبيته الواسعة التي ما زالت تتنامى رغم مرور أكثر من عقدين على اعتقاله.

من هو مروان البرغوثي؟

ولد مروان البرغوثي عام 1959 في قرية كوبر شمال رام الله بالضفة الغربية المحتلة، ونشأ في أسرة فلسطينية بسيطة شكلت وعيه الوطني والسياسي منذ سن مبكرة.

انضم إلى حركة فتح وهو في الخامسة عشرة من عمره، وسرعان ما برز كناشط سياسي ميداني، قبل أن يتولى قيادة الحركة في الضفة الغربية عام 1994 بعد عودة قيادة منظمة التحرير الفلسطينية من الخارج.

كان البرغوثي من أوائل الداعين إلى المزج بين العمل السياسي والمقاومة الشعبية، مؤمنًا بحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، مع الإبقاء على حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال.

واشتهر بخطابه الوحدوي وقدرته على جمع الفصائل الفلسطينية المختلفة حول رؤية مشتركة، ما جعله يحظى بشعبية واسعة بين مختلف التيارات السياسية.

وفي عام 2002، اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال ذروة الانتفاضة الثانية في عملية عسكرية بمدينة رام الله، ووجهت إليه تهمًا تتعلق بالانتماء إلى تنظيم مسلح والمشاركة في هجمات ضد أهداف إسرائيلية.

وفي عام 2004، أصدرت محكمة عسكرية إسرائيلية حكمًا بسجنه خمسة مؤبدات وأربعين عامًا إضافية، بعد محاكمة رفض البرغوثي الاعتراف بشرعيتها، مؤكدًا أنه يؤيد المقاومة ضد الاحتلال لكنه يرفض استهداف المدنيين.

ورغم سنوات الاعتقال الطويلة، ما زال البرغوثي يتمتع بتأثير سياسي كبير داخل السجن، إذ يعد من أبرز رموز الحركة الأسيرة الفلسطينية.

فقد شارك عام 2006 في صياغة “وثيقة الأسرى”، التي دعت إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وتوحيد الصف الوطني بين حركتي فتح وحماس، وهو ما اعتبره المراقبون حينها محاولة جادة لإنهاء الانقسام الفلسطيني.

حصل البرغوثي خلال فترات اعتقاله على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة بيرزيت، وواصل نشاطه الفكري والسياسي من داخل السجن عبر رسائل وتصريحات تنقلها عائلته لوسائل الإعلام.

وتراه قطاعات واسعة من الشعب الفلسطيني رئيسًا مؤجلًا لما يتمتع به من كاريزما وشعبية تتجاوز الانقسامات الحزبية.

ومع تصاعد الحديث عن صفقة تبادل أسرى جديدة بين إسرائيل والمقاومة في غزة، يتجدد الجدل حول إدراج اسم البرغوثي ضمن الصفقة، حيث يعتبره كثيرون مفتاحًا لإعادة إحياء الوحدة الوطنية الفلسطينية، بينما تراه إسرائيل تهديدًا سياسيًا قد يعيد ترتيب البيت الفلسطيني على نحو لا يخدم مصالحها الأمنية والسياسية.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى